الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة المسرحيون والفنانون التونسيون يطلقون صيحة فزع لهذه الأسباب

نشر في  31 مارس 2016  (15:09)

أطلق عدد من المسرحيين والفنانين التونسيين صيحة فزع خلال بيان أصدروه بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وذلك لعدم توفر الشروط الدنيا لتشخيص الواقع الثقافي الوطني  لدى المكلفين بالاشراف عليه و تسييره وما الى ذلك من عديد المشاكل الأخرى التي يعاني منها القطاع. وجاء نص البيان كالآتي :

"( نحن الممضين أسفله ... رأينا  من الطارئ ان المجال المسرحي يستوجب رأيا  جاهرا   لتحديد ما نحن فيه من فوضى غير خلاقة و تمكين الراهن  الفني من وجهة نظر تؤرخ و تبين  و تحدد ..  ننشره  بمناسبة  اليوم العالمي للمسرحي و تتويجا للقاء "العرض الاول «  ..و نرفعه ابداء للراي وتحريضا على النقاش)

 لتياترو في27 مارس 2016

نحن المسرحيون الفنانون،المشاهدون .القراء .. الحالمون ..

الفارون من هول البداهة و التوافق و غياب الجدال حول القيم الفنية و الانسانية في عالم يحاصره الموت و الجنون ..و استلهاما من حيرة و شك  ثلة من المشاغبين  في بيان "الاحدى عشر "  المسرحي،  الذي صدر في تونس في 8 اوت 1966 ) و من سبقوهم.. و من سبقونا....

و استحضارا لدور المسرح في التحريض على التساؤل الجاد حول قضايا الانسان ككون لا متناه في الصغر و لا متناه في الكبر..

و اعتزازا بدور الفنان في حفظ الذاكرة الوجدانية للشعوب و تفجيرها في خطابات فنية متنوعة المسالك ...

و اذ نجدد تمسكنا بالبقاء رغم كل اسباب الفناء..

فاننا نعلن ....ما يلي :

في الشان الثقافي

نعبر عن فزعنا من عدم توفر الشروط الدنيا لتشخيص الواقع الثقافي الوطني  لدى المكلفين بالاشراف عليه و تسييره،  الامر الذي ادى الى غياب اي تمثل لسياسة ثقافية تساير المجتمع في التحولات التي يعيشها و تساعد على قراءة اليومي و المستقبلي،الفردي و الجمعي، على حد سواء في خضم ما يتهدده من اسباب الزوال القديمة و الطارئة..الاصيلة و الوافدة ..و نعد بخوض كافة اشكال الايقاظ  المتاحة لتفجير لحظة الوعي الاستعجالية لدى اولي الامر ...

 في الشان الفني

تمسكنا بمواصلة الدفاع عن حق الاجيال الصاعدة في التمرد على  الخطابات الجمالية التعاضدية و التي لا تزال رهينة المطارحات المستهلكة و الاستهلاكية  في مشهد فني عالمي يعرف تغييرات عميقة و متسارعة و يتصدى بخطاب جمالي متحول بنفس التسارع للقضايا الراهنة و قضايا الغد ، و نشدد في هذا السياق على ضرورة انفتاح الجامعة و مخابر البحث على ما يعتمل في الساحة الفنية المحلية من ممارسات جمالية حتى يؤصل لها و يسندها في اتجاه نحت ملامحها المميزة كنتاج لمجتمع متفرد في هويته بقدر انفتاحه على العالم قسرا حينا و اختيارا احيانا ، و نوصي جمهور الفنانين بمواكبة الحركة النقدية الفنية المحلية و العالمية اثراءا لاعمالهم الفنية و اعادة اكتشاف لذواتهم عبر مرآة النقد و عيون الاخر.

 في الشان المسرحي

نؤكد على اهمية ما يرشح من الممارسة المسرحية الشابة من محاولات جادة للتجاوز بخلق خطاب مسرحي متحرر من غبار الاكراهات الايديولوجية و ازمنة التقليد الجبري و نسجل بارتياح المواكبة النسبية للفعل المسرحي المحلي للتحولات الكبرى للمسرح العالمي في اتجاه المسرح الحديث  و ما يوفره من فرص لاعادة تاسيس علاقة المسرح بالابداع الفني و الذائقة الجمالية من جهة ، و علاقته بالمتقبل الذي يعيش في مجتمع يعاني  اضطرابات و اكتئابات و خيبات   و تغييرات  مستحدثة ...مسرح قادر على اعادة صياغة لحظة الدهشة المنشودة، تتلاشى فيه مسلمات السردية البالية و تتشكل فيه كتابات خصوصية بانشائيتها و شاعريتها و بتفاعلها مع كامل عناصر الفرجة المسرحية التي تعيد ترتيب نفسها وفق منظومة قيمية و جمالية جديدة و متجددة و تعيد تعريف وظائفها وفق التمثلات الجديدة للعمل الفني عامة و المسرحي على وجه الخصوص.

نعبر عن اصرارنا على  مواصلة انتهاج  المسرح رغم كل اسباب الاستقالة و غيبوبة هياكل الدولة و امتناعها عن توفير الحد الادنى من البنية التحتية الضرورية لعمل المبدعين و كرامتهم ،   ...و اكتفائها بتوفير حبال المشانق للمنتحرين ...

و في الختام ،اليس الوقت ملائما الان ،و اكثر من اي وقت مضى، لأن  ناخذ نصيبا من المسرح...من الحياة ؟"